عبودية الناس
راه الناس اللي بغاوها
إتيان دو لابويسيه (كاتب فرنساوي من القرن 16)
ترجمة : حكيمة برادة و مصطفى الناوي
2001
كَثْـرَةْ الحُكّـَامْ مَـا فِيْهَـا رْبَـــاحْ
حَاكْــــــمْ وَاحْـــــدْ وُ سْدِّيْنَـــا
و مَـــلِكْ وَاحْـــــدْ وُفَضِّيْــــــنَا
هَاكَّا اخْطَبْ أوليس ف كتاب هوميروس، وْ ُلو كَانْ قَال كثرة الحكام ما فيها رباح وحبس لُو كَانْ جَابْهَا فْ الصوَابْ ؛ وَ لَكِنْ إِلا جَيْنَا لَلْحَقّْ كان عليه يقولْ بْالِّلي لَحْكَامْ دْيَالْ الجْمَاعة مَا يَمْكنش يكون فيه الرّْبَاحْ ما دَامْ لَحْكَامْ دْيَالْ الْفَرْدْ، غِيرْ كَا يرجع سيّدْ، قَسْوَة وْحْمَاقْ. عِوَضْ من هَاذْ الشِّي، عَكْسْ الآيهْ و قال : حاكْم واحد وسدينا ، و ملك واحد و فضينا .
بِيناتْنَا أوليس يمكن لينا نعذروه، حيث استعمل هاذ الكلام باشْ يطفِي الفْتْنَة فْ وَسْطْ الجَيْشْ. و هَاكَّا، كَا يَظْهَرْ لي، مْلِّي مَا صَابْ كِي يدِيْر دَار كِي صَابْ ؛ وِيلاَ رْجْعْنَا لَلْحَقّْ، مَا كاينش شي مُصِيبه اكْثرْ مْن أَنَّ الْوَاحْدْ يْكُوْن تحْت طَاعْةُ سيّدْ اللِّي بْطَبِيعْتُو مَا يمكن ليناش نثيقو فيه مَا دَامْ قَادْرْ عْلْ الشَّرّْ وقتما رشقْ لِيه، و كُلّْمَا كثْرُوا الحُكَّامْ كُلَّمَا كثْرَتْ المْصَايْبْ. مَا بْغَيْتشْ دَابَا نناقش هَاذْ الْمُشْكَلَة اللِّي اشْحَالْ ادَّاوْا وْ جَابُوا فِيهَا : مُشْكِلْةْ وَاشْ الجُمْهُورِيَّاتْ احْسَنْ مَنْ الملكياتْ؛ وْ لَو كَانْ بْغِيتْ، قْبلْ مَا نْشُوفُو بْلاَصَة هَاذْ الْحُكْمْ الْفَرْدِي وسْط لْحْكَامْ لُخْرَى، يْقولوا لِينَا بَعْدَا وَاشْ عَنْدُو شِي بْلاَصة وَسْطْهُمْ، حِيثْ فِيْنْ بْلاَصْة الجمهور فْ حُكْم اللِّي كُلْ شِي فِيْه فْ يدّْ وَاحْدْ . نْخَلِّيوْ هَاذْ الْمُشْكِلْ لْوَقْتْ آخُرْ خَاصّْ بِيهْ. [حيثْ] فُوقْ هَاذْ الشِّي مَا كَا يَجْبّدْ غِيرْ الصّْدَاعَاتْ السِّياسِيَّة .
اللِّي بْغِيتْ أَنَا نَفْهَمْ دَابَا هُوَ كِيفَاشْ هَاذْ الْعَدَدْ كلُّو دْيَالْ بَنِي آدَمْ، دْيَالْ الْقُرَى، دْيَالْ الْمُدُنْ وْ دْيَالْ الُقَومَانْ خَاضْعِيِنْ لْطُغْيَانْ [شخص] وَاحْدْ اللِّي قوّْتُو كُلّْهَا هُمَا اللِّي اعْطَاوْهَا لِيهْ، و اللِّي ما يْقْدرْ يْسِيءْ لِيهٌمْ إِلاَّ بْقْدَرْ مَا كَا يَصَبْروا لِيْهْ، و اللِّي مَا يْمْكَنْ لِيهْ يضُرّْهُمْ غِير إِلاَ فَضُّلُوا يصَبْرُوا علِيهْ عْلَى يْوَاجْهُوهْ . مْصِيبَة كْبِيرَة جَارِي بِهَا الْعَمَلْ ، كَا تْبَكِّي وْ مَا بْقَاتْشْ عْجُوبَة، هَاذْ الْمَنْظَرْ اللِّي كَا نْشُوفُو فِيهْ مليون دْبْنَادْمْ يْخَدْمُوا فْ الذّلْ وْ رَقْبَتْهُم مَرْبُوطَة بْلاَمَا تْكُونْ شِي قُوَّة اقْوَى منّْهُمْ هِيَّ اللِّي بَزَّزْتْ عْلِيْهُمْ، وِ لَكِنْ حِيثْ فتْنَاتْهُمْ وْ سَحْرَاتْهُمْ غِيْر سْمِيَّةَ : الْوَاحْدْ . وهَاذْ الْوَاحْدْ مَا عَنْدْهٌم لاَشْ يْخَافُوا مْنُّو و هُوَ غِيْرْ وَاحْدْ، و مَا عَنْدْهُم لاَشْ يَتْغَرمُوا بِيهْ وهُمَا مَا كَايْشُوفُو مْنُو غِيْر الْوِيْل والظُّلْمْ . بن آدم ضْعِيفْ، وعليها كانطيعوا بزاف دْ الأحيان، القوة وكَا يْخَصْنَا دِيْمَا نْتْرجَّاوْ حِيث ما يمكن ليناش نْكونٌوا دِيْمَا احْنَا هُمَا القْويِين. شُوفْ دَابَا إِلاَ شِي أُمَّة اضْطَرَّتْ تَخْضَعْ بقوة السّْلاَحْ لْوَاحْدْ ( بْحَالْ اللِّي جْرَى لأثِينَا فْوَقْتْ حُكْمُ الثلاثين طاغية ) مَا شِي عْجُوبَة أبداً ، كَا يْخُصْنَا غِيْرْ نتفقصوا عليها؛ وِيْلاَ جِيْنَا للحق ما كا يَخَصْشْ الْوَاحْدْ ولاَ يَتْعَجَّب و لا يتفقص، كا يْخَصُّوا بالعَكْسْ يْعَضّْ فْ الصّْبَرْ باشْ يْوَجّْدْ رُوحُو للطَّرْحْ الجَايْ.
وَاجْبْ الصَّدَاقَة اللِّي كَا تَرْبَطْ بِينَاتْنَا كَا يَاخُذْ وَقْتْ كْبِيْر مَنْ حَيَاتْنَا، وُ هَاذِي حَاجَة طَبِيعِيَّة. مَعْقُولْ نْحْبُّوا الْمْزِيَّة و نْقَدّْرُوا الْفْعَالْ الطَّيِّبَة وْ نْعْتَرْفُوا بالْخِيرْ الْلي كَايْتْدَار فِيْنَا، نَخَلِّيوْا شْوِيَّا مْنْ رَاحْتْنَا بَاْش نْزِيدُوا فْ رَاحْة وْ شَرَفْ الصَّدِيقْ اللِّي حَبِّينَاهْ و اللِّي كَا يْسْتَحقّ.ْ لِهَذَا إِلا سُكَّانْ شِي بْلاَدْ لْقَاوْا شِي شخصية كْبِيرَة من بِينْهُمْ ثْبْتَاتْ لِيْهٌمْ، بَاعْمَالْهَا فطْنَة قْويَّة فحْضَانْتْهٌمْ وُ زْعَامَة كْبِيرَة ف الدَّفاع عْلِيْهٌمْ و نْبَاهَة بَالْغَة فْ حُكْمْهُمْ، و إِلاَ بْدَاوْا من هْنَا يْوَالْفُوا يْطِيعُوه طَاعَة عَمْيَّا لْحَدّْ أنهم يْعْطِيوهْ امتيازات زَايْدَة عليهم مَاعْرَفْت وَاشْ مْنْ المَعْقُول يْحَيْدُوه من البْلاَصَة اللِّي كانت فيها افْعَالُو مْزْيَانَة باش يْحُطُوه فْ بْلاَصَة اللِّي تْقْدَرْ تْصبحْ فِيهَا خَايْبَة؛ واخَّا طَبِيعِي وُ مَعْقُولْ نْكُونُوا طَيّْبِينْ مْعَ هَاذَاك اللِّي تصَرَّفْ مَزْيَان مْعَانَا و نْثِيقٌوا فيه بْلاَمَا نْحْضِيوْا اطْرَافْنَا .
و لَكِنْ يا سِيدٍي ربي، آشْ هاذْ الشِّي؟ كِيفَاشْ نْسمِيوا هَاذْ الشِّي ؟ آشْ هَاذْ الْوِيلْ ؟ آشْ مَنْ شُوْهَة أو، اكْفَسْ من هَاذَا، آش مْنْ شُوهَة مْشوّْهَة ؟ مْلِّي المْلاَينْ دْ النَّاسْ مَاشِي غِيرْ طَايْعِينْ وْلكن خدمْ وُ مَاشِي مَحْكُومِينْ وَ لَكِنْ مْضْطَهدِينْ، مَا عَنْدهُمْ لا امْلاَكْهُم و لا نَاسْهُم و لا عْيَالاَتْهُمْ وَلاَ عْيَالْهُمْ، وُ حْتَى حْيَاتْهُمْ مَاشِي دْيَالْهُمْ ! صَابْرِينْ عْلْ السّْلب و النّْهْبْ و التْسلْكِيطْ و الكْهَابة، وهَاذْ الشِّي كلُّو مَا جْايْشْ مْنْ جِيشْ أَوْ مْنْ عَسْكَرْ هَمَجِي مفْرُوضْ عْلِيهُمْ يْدَافْعُوا عْلَى نفسهم ضدُّو، جَايّْ من واحْدْ بُّوحْدُو مَا هُوَ لا هيركيل و لا شمشون، مَا هُوَ إِلاَ ارويجل، و هو في الغَالِبْ أكبر خَوَّاف و أكبر مْبَنَّتْ فالأُمَّة، ما مْوَالْفَشْ بالبارود و لكن برملة المْحَارُكْ إِلاَ خْرَجْ لِيْهَا . مَا عنْدُو قُوَّة بَاشْ يآمر الناسْ و لا حتى قُدرة باشْ يدير خَاطْر حتى امريوة ! غَادِ نْسَيمِوْا هاذَا ذْلّْ ! و الناس اللِّي كا يخضعوا ليه غاد نقُولُوا عليهم بأنهم قُفَّة دْ الذَّلْ ! إِلاَ زوجُ أوْ ثْلاَثَة أو حْتَى ارْبْعَة ما دَافْعُوشْ عْلَى رَاسْهُم ضد واحد، هاذِي حَاجَة غْرِيبَة بالْحَقّْ كَا توقع حيث يمكن تكون نفسهم قليلة، و لكن إلا مْية، إِلاَ أَلْفْ صَابْرِينْ عْلَى واحد غَاد نقٌولُوا باللِّي هما اللِّي مَا بْغَاوْشْ يْهَزُّوا الرَّاسْ . اللاَّ، مَا غَادِيْش نْقُولُوا حيث ما قَادْرِينْش عْلِيه و اللاَّ خَايْفِينْ مْنُّو، غَادِينْ نْقُولُوا : مَا مدِّينهَاشْ فِيهْ. أمَّا إِلاَ مَاشِي مْيات رَاجْلْ وْ مَاشِي أَلْفْ، وْ لَكِنْ ميات بْلاَدْ وْ أَلْفَ مْدٍينَة، مليون رَاجْلْ، شْفْنَاهٌمْ مَا قَادْرِينْشْ يْهَجْمُوا عْلَى وَاحْدْ اللِّي مَا كَا يصْبَحْ المْحْظُوظُ منهم عندو إِلاَّ اخْدِيمْ و عَبْدْ، كَاْينَة شِي سْمِيَّة نْسمِّيوْا بِيهَا هَاذْ الشِّي؟ وَاشْ هَاذا ذْلّْ؟. بالْحَقّْ كُلّْ بْليَّة عَنْدهَا ف العَادَة نَوْع من الحدود اللِّي مَا يمكن لِيهَاشْ تْفَوتْهَا . زُوجْ دْ الرْجَالْ وْحْتَى عَشْرَة، يمكن يْخَافُوا مْنْ وَاحْدْ، وْ لكن أَلْفْ، وْ لكن مليون د بنادم، و لكن ألف مدينة إِلاَ مَا وَقْفَاتْشْ تْدَافع عْلَى رَاسْهَا ضد واحد، هاذا ما بقاش ذْلّْ، حِيثْ الذّْلْ مَا وْاصَلْشْ حتى لْهَاذْ الْحَدّْ. والشجاعة، من جِهْتْهَا مَا كَا تعْنِيشْ أَنَّ واحد بُوحْدُّو يْنَقَّزْ سُورْ و اللاَّ يهجم على جيش واللاَّ يحتل مملكة. إِيْوَا أَشْنُو هَاذْ الشُوهَة المْشُوْهَة اللِّي بزَّافْ عْلِيهَا حْتَى سْمِّية الذَّلّْ، وُ اللِّي حْتَى الْنَّعْتْ الخَايْبْ بَزَّافْ عْلِيهَا، وُاللِّي كَا تَنْكُرْهَا حْتَى الطبيعة اللِّي صَنْعَاتْهَا وُ اللِّي حْتَى اللّْسَانْ رَافْضْ يْكَنِيْهَا ؟
(…)