palestiniens à Gaza. Ce poème, dont
جسدُ الصغيرة ساخنٌ تحت الركام,
والروح طارت مثل بلبلٍ بلّهُ مطر كانون الأول/
غير أن مطرَ غزة اليوم نارٌ.
يدُها اليمنى مبتلةٌ بدمٍ، تحت ركام البيت، عيناها المفتوحتان من ثقب في الإسمنت على سماء نحاسية
أبصرن جنوداً خرجوا من التلمود يُحلِّقون على نسورٍ من حديد/
غمامَ موتٍ فوق غزة.
يدُها اليسرى مبتورةٌ فمن سيقلّب الكتب المدرسية،
من سيحل وظيفة الحساب؟ ومن سيرسم بيتاً ودرباً وورداً في الحديقةِ؟
ومنْ سوف يطعمُ الحمائم العششن فوق النافذة؟
غيمةُ الموتى الحديدُ إذ تمطرُ زُبَراً
تعلو غيبةُ الشهداء لتصير غيمة أخرى تمطر أرضنا دماً فوق
الذين أتوا من نيويورك، من موسكو، من باريس أو من إثيوبا،
فصاروا جنوداً يدافعون عن مسادا الجديدة.
غيمةُ الموتى الثقيلةُ السوداء،
ثكلى، وحبلى؛
فحذارِ - إن أمطرت سحابةُ الموتى الصغار دماً ودمعاً على خُوَذِ الجنودِ-
من خروجٍ آخرٍ جديد، ومن تيهٍ للأبد.
أطلق ثعالبَك الحديدُ،
في حقول غزَّة
في أزقّةِ المخيمات
و في الجامعات.
يا شمشون المنتحر الجديد؛
فلا أسود تعيرك العسلَ السماويَّ ولا حميرٌ تعيركَ فكاً طرياً
لتقتل ألفاً،
ولا مومسٌ تحتال عليك،
ولا شَعرٌ سماويٌّ على كتفيك،
ولا شِعرٌ دنيويٌّ لذمِّ يديك؛
فانتزع عمود غزَّة الخشبيّ إن شئت، لا يحتاج قاتلٌ لإذنٍ إلهي،
واحذر إن لم يعد لغزَّةَ سقفٌ بعد القصفِ
زياد أبو الرّب
بروكسل، والروح في غزة، 30/12/2008